الهيئة القومية للغابات

fnclogo
title

الهدام في الولاية الشمالية

 

تقع الولاية شمالية بين خطى عرض 16- 22 درجة شمال وخطى طول 20- 32 درجة شرقا وتحدها من الناحية الجنوبية ولايات الخرطوم وشمال كردفان وشمال دارفور، وشرقا ولاية نهر النيل وغربا الجماهيرية الليبية وشمالا جمهورية مصر العربية.

يسود الولاية مناخ صحراوي جاف يتميز بارتفاع درجات الحرارة صيفا، فمتوسط درجات الحرارة العليا 36.7 درجة مئوية ورصدت درجات حرارة تصل إلى 49 درجة خلال الفترة من أبريل حتى يوليو وتنخفض شتاءا لتصل الدرجة الدنيا إلى 1.5 درجة مئوية. وفقا للتصنيف المتداول للبيئات في السودان للعالمين النباتيين هرسون وجاكسون والذي قاما به عام 1958 فإن الولاية الشمالية تقع في الصحراء.

التربة في هذه المنطقة رملية حمراء متموجة على امتداد البصر وتشقها بعض الوديان الموسمية والنيل الرئيسي وأمطارها أقل من 75مم في السنة. يتكون البغضاء النباتي من السمر والسلم والسدر والمخيط والحراز والطلح والطرفة والنخيل والذي يوجد على ضفاف الوديان والنيل الرئيسي. أما الحشائش الموسمية فتنمو بعد الزخات المطرية وهي من أصناف النجيليات والحشائش الموسمية الأخرى.

مساحة الولاية تقدر بحوالي 36.442.844 هكتار أي ما يوازي 68.7 مليون فدان. تقدر المساحة المحجوزة للغابات بالولاية بحوالي 38.751 فدان. ويمثل ذلك 8.7 من مساحة الولاية.  مما لا شك فيه أن موقع الولاية الشمالية في نطاق الإقليم المناخي الصحراوي جعلها عرضة بصورة كبيرة لمشكلة الزحف الصحراوي، فالرياح ذات السرعة العالية التي تتراوح ما بين 12.8- 17.6 كيلومتر/ الساعة تعمل على تحريك المال وتكوين الكثبان. كما أن قلة الغطاء النباتي في جنبات الصحراء بعيدا عن حوض النيل يسهم بفاعلية في كثافة الرمال المتحركة وزيادة معدل زحفها لتصل إلى مجرى النيل.

ظاهرة زحف الرمال بالمنطقة:

تعتبر الولاية الشمالية من أكثر مناطق السودان تأثرا بالزحف الصحراوي إذ أنه أصبح يهدد مجرى نهر النيل نفسه وصارت الرمال تزحف على المجرى مكونة الجزر الرملية فوافقها على ذلك زيادة الهدام في مناطق أخرى نتيجة لتغيير وجهة تيار النيل و يسير زحف الرمال بعدل 12- 16 كيلو متر سنويا ، ونتج عن ذلك تدهور في الاراضي الزراعية والغابات والمراعي والثروة الحيوانية إضافة إلى دفن القرى والمراكز السكنية بالرمال الزاحفة والمنطقة جنوب دنقلا من مناطق الولاية تعاني من تشكل زحف الكثبان الرملية.

ظاهرة الجذر الرملية:

وهذه الظاهرة تعمل على تحويل مجرى النيل وانحسار المياه وكذلك تسبب في حدوث ظاهرة الهدام بجانبي المجرى مما يؤدى إلى انحسار الأراضي الزراعية وإزالة الاشجار وأشجار النخيل على ضفة النيل وبالتالي نقص الأراضي الزراعية وتدهور الموارد الطبيعية.

 ظاهرة الهدام

من أهم الآثار البيئية والاجتماعية السالبة للتصحر في الولاية الشمالية هي ظاهرة الهدام على ضفاف نهر النيل ،ومن أهم أسبابه عدم وجود الأشجار التي تحمي التربة بجزورها المتماسكة على ضفتي نهر النيل بالإضافة إلى التغيرات التي تطرا على مسار ومناسيب النيل مما يؤدي لانهيار الضفاف وانجرافها بواسطة المياه وبالتالي:

فقدان الاراضي الزراعية وضياع كثير من المحاصيل البستانية كأشجار النخيل والموالح وسقوطها في النيل، وقدرت بحوالي 38% من المساحة التي فقدتها الولاية. استجاب المجتمع الدولي لمشكلة التصحر بالولاية وأرسل مساعداته عن طريق مشاريع تنموية، قام بصياغة هذه المشاريع خبراء اجانب اوكلت لهم هذه المهمة من قبل المانحين مع مشاركة ضعيفة من الجانب الوطني وكانت النتيجة ظهور العديد من الثغرات والصعوبات الفنية التي واجهت تنفيذ هذه المشاريع بالرغم من إنجازاتها في بعض النواحي. ومن أهم المعالجات والحلول المقترحة لدرء آثار التصحر بالولاية الشمالية ما يلي:

  • استخدام التقنيات الحديثة لتقصي مواقع تحرك الرمال الزاحفة ومكان الخطر.
  • العمل على اقامة الأحزمة الواقية الشجرية في المنافذ الرئيسية التي تشكل مصدر دائم لزحف الرمال نحو الأراضي الزراعية ومجرى النيل.
  • تشجيع قيام الغابات الشعبية حول القرى.
  • إلزام المشاريع الزراعية الجديدة باستزراع 5% كغابات.
  • الاستفادة من تطبيق البحوث الهيدروليكية لعمل الدراسات العلمية للهدام واستنباط تقانات مكافحة الهدام وتطبيق الأعمال الهندسية لدرء خطر الهدام.

ومن أهم مشاريع التنمية لمكافحة التصحر واعمار البيئة بالولاية:

مشروع الزحف الأخضر ، مشروع برنامج تثبيت الكثبان الرملية) التشجير الرسمي، مشروع تأهيل وإنشاء المشاتل، برنامج التشجير المروي، برنامج حجز الغابات، برنامج التوعية والإرشاد الغابي